اختتمت الأسهم الأمريكية أسبوع عيد الميلاد بتباين في الأداء، حيث تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.77% بعد خمس جلسات متتالية من المكاسب، لينهي الأسبوع بمكاسب طفيفة بلغت 0.35%. وعلى الجانب الآخر، سجل كل من ستاندرد آند بورز 500 وناسداك انخفاضات ملحوظة بنسبة 1.11% و1.49% على التوالي، مما يعكس موجة من الحذر سيطرت على المستثمرين في نهاية الأسبوع.
أسهم التكنولوجيا تقود التراجعات
كانت أسهم التكنولوجيا في دائرة الضوء طوال الأسبوع، لكنها تعرضت لضغوط كبيرة يوم الجمعة. ومن بين الشركات المدرجة ضمن مؤشر داو جونز، كانت إنفيديا (NVDA)، مايكروسوفت (MSFT)، أمازون (NASDAQ:AMZN)، وآبل (NASDAQ:AAPL) من بين أكبر الخاسرين. في المقابل، تمكنت شركتا بوينغ (NYSE:BA) وشيفرون (NYSE:CVX) فقط من تحقيق مكاسب طفيفة بنسبة 0.19% و0.01% على التوالي، ما يبرز ضعفًا عامًا في السوق.
ارتفاع عوائد السندات يضغط على السوق
شهدت الأسواق الأمريكية ضغوطًا إضافية بسبب الارتفاع الملحوظ في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، التي وصلت إلى 4.64%، وهو أعلى مستوى لها منذ مايو. يعكس هذا الارتفاع توقعات متزايدة بأن يتبنى الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية أكثر صرامة في عام 2025، وسط استمرار المخاوف بشأن التضخم.
وفي تعليقها على الوضع، أشارت شركة DA Davidson إلى أن “ارتفاع العوائد طويلة الأجل يعكس توقعات بنمو اقتصادي أقوى، لكنه يشير أيضًا إلى مخاوف متزايدة بشأن التضخم وعجز الميزانية الفيدرالية”. العوائد المرتفعة تعني تكاليف اقتراض أعلى للشركات، مما يحد من قدرتها على الاستثمار في الابتكار والتوسع، ويزيد من الضغوط على هوامش الأرباح.
نظرة مستقبلية وتوقعات الفيدرالي
مع اقتراب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 29 يناير، تشير التوقعات الحالية إلى احتمالية بنسبة 90% للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. ومع ذلك، فإن حالة الحذر تسيطر على السوق، حيث تتزايد التحديات بسبب انخفاض السيولة وغياب البيانات الاقتصادية المهمة في الأسبوع المقبل.
تحليل تقني لمؤشر داو جونز
من الناحية الفنية، يواجه مؤشر داو جونز مقاومة قوية بالقرب من امتداد خط الاتجاه الصاعد الذي تم كسره في 18 ديسمبر. النظرة البيانية الحالية لا تزال سلبية، مع استمرار الاتجاه الهبوطي ما لم يتمكن المؤشر من العودة فوق مستوى 44,000 نقطة.
في ظل هذه الظروف، يتعين على المستثمرين مراقبة تطورات عوائد السندات وسياسات الفيدرالي عن كثب، حيث ستلعب دورًا محوريًا في تحديد اتجاه الأسواق خلال الفترة المقبلة.