شهد عام 2024 أداءً استثنائيًا لسوق الأسهم بشكل عام، حيث سجل مؤشر SP 500 نموًا يقارب 30% منذ بداية العام وحتى 11 ديسمبر. هذا الأداء القوي يعكس التفاؤل العام في الأسواق المالية، إلا أن الصورة لم تكن مشرقة بالنسبة لجميع الأسهم المدرجة ضمن هذا المؤشر. فقد تخلفت بعض الشركات الكبرى عن تحقيق أداء مماثل، بل وسجلت تراجعات كبيرة تصل إلى 90 نقطة مئوية مقارنة بأداء المؤشر العام.
الأسهم ذات الأداء الأسوأ لعام 2024
أبرز الخاسرين في مؤشر S&P 500 لهذا العام شملت خمس شركات رئيسية، وهي:
- وول جرينز (Walgreens Boots Alliance – WBA): سجلت انخفاضًا سنويًا بنسبة 60.1%.
- إنتل (Intel – NASDAQ:INTC): شهدت تراجعًا بنسبة 59.9%.
- موديرنا (Moderna – MRNA): انخفض سهمها بنسبة 58.3%.
- كيلانزي (Celanese – EC): تراجعت بنسبة 55.2%.
- دولار تري (Dollar Tree): شهدت انخفاضًا بنسبة 48.8%.
أسباب الأداء السلبي
لا يمكن تفسير هذا الأداء الضعيف بمجرد النظر إلى الأسعار، إذ تعاني كل شركة من تحديات جوهرية أثرت على أدائها.
- بالنسبة لشركة Moderna، أدى تراجع الطلب على لقاحات COVID-19 إلى انخفاض كبير في الإيرادات، مما أثار تساؤلات حول استدامة نموها المستقبلي.
- أما Walgreens، فهي تواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة المنافسة الشديدة من منصات التجارة الإلكترونية، مما أثر على مبيعاتها التقليدية.
فرص استثمارية أم مخاطر متزايدة؟
على الرغم من التراجعات الحادة، قد تمثل هذه الأسهم فرصة استثمارية جذابة بأسعارها الحالية. ومع ذلك، فإن الاستثمار في هذه الشركات يتطلب دراسة دقيقة لخطط التحول التي تعكف إداراتها على تنفيذها. فمثلاً، سهم Moderna يثير اهتمام العديد من المستثمرين الذين يرون فيه فرصة لتحقيق مكاسب مستقبلية، لكنه يظل رهينًا بنجاح الشركة في تطوير منتجات جديدة تعزز من إيراداتها.
الاعتبارات النهائية قبل الشراء
قبل اتخاذ قرار الاستثمار في أي من هذه الأسهم، من الضروري أن تكون لديك قناعة بخطة الإدارة وقدرتها على تجاوز التحديات الحالية. تنفيذ استراتيجيات التحول بنجاح يتطلب وقتًا وجهودًا كبيرة، ولا يضمن تحقيق النتائج المرجوة دائمًا. لذا، فإن اتخاذ قرار الاستثمار يجب أن يكون مدروسًا ومبنيًا على رؤية واضحة وأفق زمني طويل.
رغم الأداء السلبي لبعض الأسهم في مؤشر S&P 500 خلال عام 2024، إلا أن الأسواق المالية تظل مليئة بالفرص للمستثمرين الذين يتمتعون بالصبر والقدرة على تحليل المعطيات بعمق. التحدي الحقيقي يكمن في اختيار الأسهم التي تحمل إمكانيات للنمو المستقبلي، مع فهم المخاطر المرتبطة بها.
