شهد الين الياباني انتعاشًا ملحوظًا في الأسواق الآسيوية يوم الجمعة، حيث ارتفع أمام سلة من العملات الرئيسية والثانوية، محققًا أول مكاسب له خلال أربعة أيام مقابل الدولار الأمريكي. يأتي هذا الارتفاع في إطار محاولات التعافي من أدنى مستوياته في خمسة أشهر، مدعومًا بنشاط عمليات الشراء عند المستويات المنخفضة، إلى جانب صدور بيانات اقتصادية قوية في اليابان.
تضمنت البيانات ارتفاع التضخم الأساسي في طوكيو بنسبة 2.4% سنويًا خلال ديسمبر، وهو أعلى مستوى في أربعة أشهر، مما يعكس تصاعد الضغوط التضخمية. كما أظهرت مبيعات التجزئة نموًا بنسبة 2.8% في نوفمبر، متجاوزة التوقعات السابقة. هذه المؤشرات الاقتصادية، إلى جانب تصريحات حازمة من محافظ بنك اليابان “كازو أويدا”، عززت احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية في يناير المقبل.
ورغم هذا الانتعاش، يظل الين الياباني تحت وطأة الضغوط، حيث يقترب من تسجيل خسارته الأسبوعية الرابعة على التوالي. تعود هذه الخسائر إلى المخاوف المتزايدة بشأن فجوة أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة، خاصة بعد الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي أظهر نهجًا أكثر تشددًا من المتوقع.
نظرة سعرية:
سجل الدولار الأمريكي تراجعًا مقابل الين الياباني بنسبة 0.3% ليصل إلى 157.50 ين، بعد افتتاح التداولات عند 157.93 ين، فيما بلغ أعلى مستوى له خلال اليوم عند 157.95 ين. يأتي هذا التحسن بعد أن شهد الين خسائر يومية متتالية، حيث انخفض يوم الخميس بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوياته في خمسة أشهر عند 158.08 ين، متأثرًا بارتفاع عوائد السندات الأمريكية.
التوقعات المستقبلية:
مع ارتفاع احتمالات رفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في يناير من 55% إلى 65%، يترقب المستثمرون صدور بيانات إضافية حول التضخم، البطالة، والأجور لتحديد مسار السياسة النقدية اليابانية خلال العام المقبل.
على الرغم من الإشارات الإيجابية، تبقى التحديات قائمة أمام الين الياباني، خاصة مع استمرار الفجوة بين السياسات النقدية في اليابان والولايات المتحدة، مما يضع العملة اليابانية تحت ضغوط إضافية قد تؤثر على أدائها في المستقبل القريب.