شهد الدولار الأمريكي يوم الجمعة ارتفاعًا ملحوظًا في السوق الأوروبية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، مستأنفًا مكاسبه التي توقفت مؤقتًا خلال الجلسة السابقة. يأتي هذا الارتفاع في إطار سلسلة من المكاسب الأسبوعية التي يقترب من تسجيلها للأسبوع الرابع على التوالي، مدعومًا بالصعود المستمر في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.
تراجع احتمالات خفض الفائدة
عقب الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي اتسم بنبرة متشددة، تراجعت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في يناير المقبل. وتُظهر بيانات أداة “فيد ووتش” أن الأسواق تُسعّر احتمالًا بنسبة 90% للإبقاء على أسعار الفائدة الحالية دون تغيير، مقابل 10% فقط لاحتمال خفضها بمقدار 25 نقطة أساس.
في هذا السياق، ينتظر المستثمرون تعليقات صانعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، للحصول على إشارات حول تطورات معركة التضخم ومستقبل السياسة النقدية.
نظرة على أداء الدولار الأمريكي
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي يوم الجمعة بنسبة تجاوزت 0.1%، ليصل إلى مستوى 108.20 نقطة، مقارنة بمستوى افتتاح التعاملات عند 108.08 نقطة. وعلى مدار الأسبوع، ارتفع المؤشر بنسبة 0.35%، مما يعزز من فرص تحقيق مكاسب أسبوعية متتالية للمرة الرابعة.
عوائد السندات تدعم قوة الدولار
سجل العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ارتفاعًا بنسبة 0.65%، مقتربًا من أعلى مستوى له في سبعة أشهر عند 4.639%. يعكس هذا الأداء استمرار الثقة في قوة الاقتصاد الأمريكي ويعزز من جاذبية الاستثمار في الدولار، خاصة في ظل البيانات التي تشير إلى قوة سوق العمل الأمريكية.
سوق العمل الأمريكية وضغوط التضخم
أظهرت بيانات حديثة انخفاض طلبات البطالة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها خلال شهر، مما يشير إلى استمرار متانة سوق العمل. هذا التطور قد يزيد من الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول.
توقعات المحللين
يرى كبير استراتيجيي السوق في “بانكبيرن جلوبال فوركس”، مارك تشاندلر، أن الدولار سيظل قويًا طالما استمر تباين السياسات النقدية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى. ومع ذلك، يتوقع تشاندلر أن يبدأ الدولار في التراجع في حال صدور بيانات ضعيفة عن سوق العمل في أوائل يناير، مما قد يدفع السوق نحو تبني توقعات أكثر ميلًا للتيسير النقدي.
نظرة مستقبلية
مع استمرار التركيز على تطورات عوائد السندات الأمريكية وسياسة الاحتياطي الفيدرالي، يبقى الدولار الأمريكي في مركز الاهتمام العالمي. ومع ترقب المستثمرين لتعليقات مسؤولي الفيدرالي، فإن أي إشارات جديدة قد تعيد تشكيل توقعات السوق بشأن مستقبل أسعار الفائدة والتضخم.