واصلت أسعار بيتكوين، العملة الرقمية الأكبر في العالم، تراجعها الحاد لليوم الثاني على التوالي، متجاوزة نسبة 10% في إحدى المراحل، وسط عمليات بيع مكثفة قلّصت شهية المخاطرة لدى المستثمرين. جاء هذا الانخفاض بعد فترة قصيرة من تسجيل العملة أعلى مستوى لها على الإطلاق، مما أثار تساؤلات حول استقرار سوق العملات الرقمية.
تراجعت بيتكوين إلى أدنى مستوى لها عند 95,564 دولاراً يوم الخميس، بعد أن كانت قد سجلت رقماً قياسياً جديداً بلغ 108,315 دولاراً قبل يومين فقط. هذا التراجع لم يقتصر على بيتكوين وحدها، بل امتد ليشمل العملات الرقمية الأصغر، حيث انخفضت إيثريوم بنسبة 15%، وتراجعت إكس آر بي بنسبة 17%، بينما سجلت دوج كوين انخفاضاً حاداً بنسبة 25%.
تعليقات وتحليلات الخبراء
أوضح ستراهينيا سافيتش، رئيس قسم البيانات والتحليلات في شركة “فرنت فاينانشيال”، أن هذه التراجعات ليست جديدة على الأسواق الصاعدة للعملات الرقمية، حيث غالباً ما تشهد تصحيحات سريعة ومفاجئة في الأسعار. وأضاف أن الأسواق الرقمية معروفة بردود أفعالها الحادة، لكن التعافي عادة ما يكون سريعاً أيضاً.
من جانبه، قال إدوارد تشين من شركة “باراتاكسيس”، إن ما يحدث حالياً يعكس عمليات جني أرباح طبيعية مع اقتراب نهاية العام. وأكد أنه لا يوجد أي عامل جوهري وراء موجة البيع الحالية، بل إنها نتيجة تقلبات طبيعية في سوق العملات المشفرة.
أسباب التراجع
تزامنت هذه التراجعات مع توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تشديد السياسة النقدية، وهو ما أثر سلباً على الأصول ذات المخاطر العالية مثل العملات الرقمية. ومع توقع خفض محدود لأسعار الفائدة في عام 2025، قرر بعض المستثمرين تقليل تعرضهم للأصول الرقمية، ما أدى إلى موجة بيع مكثفة.
وأشار الخبراء إلى أن آخر مرة شهدت فيها العملات الرقمية مثل هذه التراجعات الكبيرة خلال يومين كانت في أغسطس الماضي، بعد موجة بيع عالمية للأسهم بسبب مخاوف اقتصادية وتوترات جيوسياسية.
نظرة مستقبلية
على الرغم من هذا التراجع، لا تزال بيتكوين مرتفعة بنسبة 130% منذ بداية العام، مما يعكس استمرار الثقة في السوق. ويرى البعض أن الانخفاض الحالي قد يشكل فرصة للشراء، خاصة مع بقاء الأسعار قريبة من حاجز 100 ألف دولار. ووفقاً لسافيتش، فإن الاعتقاد السائد بين مجتمع العملات الرقمية هو أن هذا التراجع مجرد عقبة مؤقتة، وأن الأساسيات الداعمة للسوق لا تزال قوية.