واصل مؤشر الدولار الأمريكي تسجيل خسائر ملحوظة خلال تعاملات اليوم، متراجعًا إلى مستوى 107.74 نقطة بنسبة انخفاض بلغت 0.4%. يأتي هذا التراجع بعد الكشف عن بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، وهو المقياس المفضل لبنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم.
أداء الدولار وتوقعات الأسواق
شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث استقر عند مستوى 107.960 نقطة، منخفضًا بنسبة 0.2% مقارنة بجلسة التداول السابقة. هذا التراجع جاء بعد ارتفاع المؤشر إلى أعلى مستوياته خلال عامين في وقت سابق من الأسبوع، مدعومًا بتوقعات متشددة بشأن أسعار الفائدة الأمريكية.
ورغم الانخفاض الأخير، يتجه الدولار لتحقيق مكاسب أسبوعية تُقدر بنحو 1%، حيث عكس اجتماع السياسة النقدية الأخير للاحتياطي الفيدرالي توجهات أكثر حذرًا بشأن خفض أسعار الفائدة. ووفقًا للتوقعات الجديدة، يُرجح أن يشهد عام 2025 تخفيضين فقط بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، بدلاً من أربعة تخفيضات كانت متوقعة في سبتمبر الماضي.
بيانات التضخم وتأثيرها على الأسواق
من المتوقع أن يظهر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية لشهر نوفمبر زيادة سنوية بنسبة 2.9% مقارنة بـ 2.8% في الشهر السابق، بينما يُتوقع أن يرتفع المؤشر الشهري بنسبة 0.2%، منخفضًا من 0.3% في أكتوبر.
يرى المحللون أن أي ارتفاع أقوى من المتوقع في بيانات التضخم قد يؤدي إلى تغيرات كبيرة في الأسواق المالية، حيث يعزز ذلك احتمالات استمرار السياسة النقدية المتشددة للاحتياطي الفيدرالي. ووفقًا لتقارير صادرة عن “ماكواري”، فإن السوق بدأ يقترب من توقعاتهم التي تشير إلى تخفيض إضافي وحيد بمقدار 25 نقطة أساس في عام 2025.
تطورات الأسواق الأوروبية
في أوروبا، شهد الجنيه الإسترليني استقرارًا نسبيًا عند مستوى 1.2500 دولار، بعد أن سجل أدنى مستوياته خلال شهر في أعقاب قرار بنك إنجلترا بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. وأظهرت بيانات مبيعات التجزئة البريطانية لشهر نوفمبر نموًا ضعيفًا بنسبة 0.2% فقط، مقارنة بالتوقعات بنمو بنسبة 0.5%.
أما اليورو، فقد ارتفع بنسبة 0.2% إلى 1.0385 دولار، لكنه لا يزال يتجه لتسجيل خسائر أسبوعية تزيد عن 1% نتيجة قوة الدولار. في المقابل، أظهرت بيانات ألمانية ارتفاعًا غير متوقع في مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.1% على أساس سنوي، بينما تراجع مؤشر مناخ الأعمال في قطاع التجزئة.
الأسواق الآسيوية: الين واليوان تحت المجهر
في آسيا، انخفض الين الياباني بنسبة 0.4% إلى 156.74 مقابل الدولار، مدعومًا ببيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر نوفمبر التي جاءت أقوى من المتوقع. ومع ذلك، يظل الين تحت الضغط وسط تصريحات محافظ بنك اليابان التي تشير إلى تأجيل رفع أسعار الفائدة حتى عام 2025.
أما في الصين، فقد استقر سعر صرف اليوان عند 7.3050 مقابل الدولار، بعد أن أبقى بنك الشعب الصيني على أسعار الفائدة دون تغيير، وسط استمرار الضغوط على العملة الصينية نتيجة ضعف الأداء الاقتصادي.
نظرة مستقبلية
تظل الأسواق في حالة ترقب لبيانات التضخم الأمريكية وتأثيرها على توجهات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يظل الدولار الأمريكي في موقع قوة نسبيًا، مدعومًا بالتوقعات المتشددة بشأن أسعار الفائدة.