شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، إلا أنها لا تزال على مسار تسجيل تراجع أسبوعي، مع استمرار تأثير قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول مستقبل التيسير النقدي. يأتي ذلك وسط ترقب المستثمرين لإصدار بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة، وهو المؤشر المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، والذي يُتوقع أن يقدم إشارات حاسمة حول آفاق الاقتصاد الأمريكي.
صرّحت سوني كوماري، محللة السلع في بنك ANZ، بأن الذهب يمر بمرحلة تجميع حاليًا، حيث قالت: “ينتظر المستثمرون وضوح الرؤية بشأن عودة ترامب إلى الساحة السياسية العام المقبل، فيما يواصل الاحتياطي الفيدرالي اتخاذ قراراته بناءً على البيانات الاقتصادية المتاحة، مع مراعاة تأثير السياسات التجارية للإدارة المقبلة”.
تأثير قرارات الاحتياطي الفيدرالي على الذهب
خفض الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن نبرة الحذر التي اتسمت بها التوقعات الاقتصادية، إلى جانب الإشارة إلى تباطؤ وتيرة خفض الفائدة، أثرت سلبًا على أداء الذهب، حيث تراجعت الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف نوفمبر.
وأظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخرًا نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أسرع من المتوقع خلال الربع الثالث، بينما شهدت طلبات إعانة البطالة انخفاضًا أكبر من التوقعات، مما عزز التوقعات باتباع الاحتياطي الفيدرالي نهجًا متحفظًا في تيسير سياسته النقدية.
التحديات المستقبلية أمام الذهب
مع دخول عام 2025، من المتوقع أن تتسم لجنة تحديد أسعار الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي بمزيد من التشدد، حيث قد تواجه أي تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة اعتراضات من الأعضاء الأكثر حذرًا. ويُذكر أن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية الأصول التي لا تقدم عوائد، مثل الذهب، مما قد يضعف الطلب عليه.
أداء الذهب والمعادن الأخرى
على صعيد التداولات، ارتفعت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى 2,604.10 دولار للأونصة، لكنها سجلت خسائر أسبوعية بنسبة 1.6%. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% لتصل إلى 2,617.60 دولار للأونصة.
أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد ارتفعت العقود الفورية للفضة بنسبة 0.2% لتصل إلى 29.08 دولار للأونصة، لكنها تتجه نحو تسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ يوليو. كما تراجع البلاتين بنسبة 0.3% إلى 920.80 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.3% ليصل إلى 908.50 دولار، مع تسجيل المعدنين خسائر أسبوعية.
يبقى الذهب تحت ضغوط متزايدة في ظل التوترات الاقتصادية وتغيرات السياسة النقدية الأمريكية. ومع ترقب بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، قد تشهد الأسواق تقلبات جديدة، مما يستدعي مراقبة دقيقة من قبل المستثمرين لتحديد اتجاهات الذهب في المستقبل القريب.