شهدت أسهم شركة “تسلا” تراجعًا كبيرًا يوم الأربعاء، حيث انخفضت بأكثر من 8% لتسجل أكبر انخفاض يومي لها منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية التي شهدت فوز دونالد ترامب الشهر الماضي. أغلقت الأسهم عند سعر 440.13 دولارًا، مما يمثل تراجعًا حادًا مقارنة بمستوياتها القياسية الأخيرة، لكنها لا تزال مرتفعة بنسبة 75% منذ يوم الانتخابات في 5 نوفمبر.
في الأسبوع الماضي، وصلت أسهم تسلا إلى مستوى قياسي جديد عند 479.86 دولار، متجاوزة أعلى مستوياتها السابقة التي تحققت في عام 2021. إلا أن هذا الارتفاع الكبير أثار حيرة المستثمرين، حيث أشار محللو “باركليز” إلى أن السهم يبدو بعيدًا عن الأساسيات الاقتصادية للشركة. وأكد المحللون على تصنيفهم الحالي للسهم بـ”الاحتفاظ” مع هدف سعري يبلغ 270 دولارًا.
هذا التراجع لم يكن منعزلًا عن السوق، إذ شهد مؤشر “ناسداك”، المليء بشركات التكنولوجيا، انخفاضًا بنسبة 3.6%، في ثاني أسوأ يوم له خلال العام.
دور ماسك في الإدارة الأميركية وتأثيره على تسلا
يتزامن هذا التراجع مع أنباء عن تولي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا، دورًا بارزًا في إدارة ترامب الجديدة. من المتوقع أن يقود ماسك “وزارة كفاءة الحكومة”، وهي هيئة استشارية تهدف إلى تحسين أداء الوكالات الفيدرالية. هذا الدور قد يمنحه نفوذًا كبيرًا على سياسات الحكومة، بما في ذلك تخفيف اللوائح المتعلقة بالمركبات ذاتية القيادة، وهي مجال تسعى تسلا للهيمنة عليه.
على الرغم من ذلك، تواجه تسلا منافسة شديدة في هذا القطاع. فقد أعلنت “وايمو”، المنافسة الرئيسية لتسلا، أنها أجرت أكثر من 4 ملايين رحلة مدفوعة الأجر بسيارات ذاتية القيادة خلال عام 2024، مما يعزز مكانتها الرائدة في السوق.
الاعتماد على شخصية ماسك
يشير المحللون إلى أن تسلا ليست مجرد شركة سيارات كهربائية، بل أصبحت انعكاسًا لاستثمار في شخصية ماسك نفسه. ورغم أن ذلك يعزز قيمة الشركة في بعض الأحيان، إلا أنه يضعها أمام مخاطر كبيرة، خاصة مع تزايد الجدل حول أدوار ماسك السياسية والاقتصادية.
أظهر استطلاع حديث أن 53% من الناخبين الأميركيين يعارضون تولي ماسك دورًا رئيسيًا في إدارة ترامب. وتكشف البيانات عن انقسامات حزبية وجندرية واضحة، حيث يعارض 95% من الديمقراطيين و69% من النساء مشاركته في الإدارة.
التحديات المستقبلية
تواجه تسلا ضغوطًا إضافية من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC)، التي تحقق في بيع ماسك لأسهم تسلا عام 2022 أثناء استحواذه على منصة “تويتر” (المعروفة الآن بـ”إكس”).
من المتوقع أن تعلن تسلا عن أرقام تسليم المركبات للربع الرابع ونهاية العام في يناير المقبل. ومع غياب مركبات جديدة رئيسية عن خط إنتاجها، تركز الشركة على تعزيز مبيعاتها من خلال حوافز مثل التمويل بفائدة صفرية.
تظل تسلا في مركز الأنظار، ليس فقط كقوة في قطاع السيارات الكهربائية، ولكن أيضًا كعنصر أساسي في التحولات السياسية والاقتصادية التي يقودها ماسك.