شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا يوم الخميس، لكنه حافظ على موقعه بالقرب من أعلى مستوياته خلال العامين الماضيين. جاء هذا التراجع بعد تصريحات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى تخفيف وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025. في المقابل، سجل الجنيه الإسترليني انتعاشًا ملحوظًا قبل انعقاد الاجتماع المرتقب لبنك إنجلترا لمراجعة سياسته النقدية.
في التعاملات المبكرة (05:05 بتوقيت شرق الولايات المتحدة/10:05 بتوقيت غرينتش)، انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.1% ليصل إلى 107.670. يأتي ذلك بعد أن لامس المؤشر أعلى مستوى له منذ عامين خلال جلسة الأربعاء.
تحركات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على الدولار
استفاد الدولار من إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن تعديل توقعاته المستقبلية بشأن خفض أسعار الفائدة. أشار صناع السياسة إلى احتمالية تخفيف التيسير النقدي بواقع 50 نقطة أساس فقط في عام 2025، مقارنة بـ100 نقطة أساس كانت متوقعة سابقًا في سبتمبر.
ويرى محللو “ING” أن هذه التوجهات المتشددة قد تؤسس لمرحلة جديدة من تعزيز قوة الدولار في العام المقبل. ووفقًا لتوقعات الأسواق، من المتوقع تثبيت سعر الفائدة في يناير مع احتمالية تغييرات طفيفة في مارس.
على صعيد البيانات الاقتصادية، تترقب الأسواق صدور تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، والذي يتوقع أن يُظهر تباطؤًا في النمو السنوي إلى 2.8%، مقارنة بـ3.0% في الربع السابق.
الجنيه الإسترليني يحقق انتعاشًا قبل قرارات بنك إنجلترا
ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.7% ليصل إلى 1.2662، مستعيدًا بعض خسائره بعد أن هبط إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع يوم الأربعاء. يأتي هذا الارتفاع قبيل اجتماع بنك إنجلترا المركزي، حيث يُتوقع أن يبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير.
رغم ذلك، سيولي المستثمرون اهتمامًا كبيرًا للغة التطلعية التي قد يعتمدها البنك المركزي، إضافة إلى انقسام الأصوات داخل لجنة السياسة النقدية. يتوقع الخبراء أن يُبقي البنك على نهجه الحذر، مع تقديم إشارات خفيفة بشأن التيسير المستقبلي وسط استمرار الضغوط التضخمية.
تحركات اليورو والين وسط سياسات نقدية متباينة
شهد اليورو انتعاشًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 1.0415 بعد انخفاض حاد بنسبة 1.3% في الجلسة السابقة. يأتي هذا التحسن عقب إعلان البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام، مع إشارات إلى مزيد من التيسير النقدي في 2025 إذا تراجعت المخاوف التضخمية.
في آسيا، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 1.5% ليصل إلى 157.13، متجاوزًا حاجز 155 لأول مرة منذ نوفمبر. جاء ذلك بعد قرار بنك اليابان بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، ما خيب آمال بعض المتداولين الذين كانوا يتوقعون تحركًا جديدًا لدعم العملة.
أما في الصين، فقد سجل اليوان انخفاضًا مع ارتفاع زوج USD/CNY بنسبة 0.3% ليصل إلى 7.3078. يعكس هذا الأداء الضغوط الناتجة عن إشارات الحكومة الصينية لاتخاذ إجراءات تحفيزية إضافية لدعم النمو الاقتصادي.
نظرة مستقبلية
مع استمرار التطورات الاقتصادية والسياسات النقدية المتباينة عالميًا، تظل الأسواق في حالة ترقب لأي مفاجآت قد تعيد تشكيل مشهد العملات الرئيسية خلال الفترة المقبلة.