شهد مؤشر التقلبات الفوري (VIX)، المعروف بمقياس “مؤشر الخوف” في الأسواق المالية، ارتفاعاً غير مسبوق يوم الأربعاء، حيث قفز بنسبة تقارب 70%، وهو ما يمثل أكبر زيادة يومية خلال السنوات الخمس الماضية. جاء هذا الارتفاع في سياق استثنائي يذكّر بحدث “Volmageddon” الشهير الذي وقع في فبراير 2018، والذي أحدث حينها هزات كبيرة في أسواق المال العالمية.
وأوضح كريستوفر جاكوبسون، استراتيجي الخيارات في مجموعة سوسكويهانا الدولية، أن هذه القفزة في مؤشر VIX لم تكن فقط ضخمة من حيث القيمة المطلقة، بل أيضاً فريدة عند مقارنتها بحجم انخفاض مؤشر Standard & Poor’s 500 (SPX)، الذي تراجع بنسبة 2.9% في نفس اليوم. وعلى الرغم من أن الأسواق شهدت 32 حالة انخفاض أكبر من ذلك خلال السنوات الماضية، فإن جميع هذه الانخفاضات بدأت من مستويات أعلى لمؤشر VIX مقارنة بالقراءة الأولية ليوم الأربعاء البالغة 15.87.
وأشار جاكوبسون إلى أن هذا التباين يعكس جزئياً رد الفعل الحاد الذي شهده مؤشر VIX، حيث كانت الانخفاضات السابقة أكثر توقعاً، مما أدى إلى ردود فعل أكثر اعتدالاً. علاوة على ذلك، أظهرت قراءة VVIX، التي تقيس تقلبات VIX نفسه، ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بمستويات VIX الفورية خلال الأسبوع الماضي، مما يعزز التوقعات بزيادة التقلبات المستقبلية.
شهدت الأسواق أيضاً أكبر انخفاض معدل للتقلبات منذ يونيو 2020، حيث انخفضت التقلبات بنسبة 5.9%، ما يعادل 4.1 انحراف معياري، وهو ثاني أشد انخفاض في السنوات الخمس الأخيرة بناءً على التقلب الضمني لمدة 30 يوماً قبل الجلسة.
ومن زاوية أخرى، أكد جاكوبسون أن ارتفاع مؤشر VIX لم يكن مدفوعاً بزيادة مفاجئة في مستويات التقلب الضمني للأسهم الفردية، بل كان ناتجاً عن الارتفاع الكبير في مستويات الارتباط الضمني بين مكونات المؤشر. هذا العامل لعب دوراً محورياً في زيادة التقلبات على مستوى مؤشر S&P 500.
لإيضاح الصورة، قارن جاكوبسون التقلب الضمني لمدة 90 يوماً لصندوق SPY، الذي يتتبع أداء S&P 500، بمتوسط التقلب الضمني لأهم 50 مكوناً في المؤشر. أظهرت المقارنة أن التقلب الضمني لمكونات المؤشر كان أعلى بنسبة 15% من نظيره في SPY. ومع ذلك، كان الارتباط الضمني المنخفض تاريخياً بين هذه المكونات عاملاً مساعداً في كبح تقلبات S&P. يوم الأربعاء، تغير هذا المشهد مع ارتفاع مستويات الارتباط الضمني، ما أدى إلى زيادة متزامنة في التقلب الضمني لـ SPY، وهو ما انعكس على حركة الأسواق بشكل عام.
تُبرز هذه التطورات أهمية متابعة ديناميكيات التقلب والارتباط بين مكونات السوق، خاصة في ظل التغيرات السريعة وغير المتوقعة التي قد تؤثر على استراتيجيات المستثمرين وتوقعاتهم.
