في ظل إرتفاع البيتكوين وتنامي القلق بين المستثمرين من احتمالية انهيار الأسواق المالية خلال عام 2025، خصوصًا مع توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة، برز تحذير جديد من توماس بيترفي، رئيس مجلس إدارة شركة Interactive Brokers، الذي أشار إلى أن انهيار البيتكوين قد يكون أحد أبرز المخاطر التي تهدد استقرار السوق العالمي.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة بلومبرج الأسبوع الماضي، ألقى بيترفي الضوء على مشكلة تفاقم الرافعة المالية داخل النظام المالي، معتبرًا أن هذه الظاهرة تُعد عاملًا رئيسيًا يضاعف من هشاشة الأسواق.
وأوضح بيترفي: “إن التباطؤ يمثل خطرًا كبيرًا للغاية لأن أرصدة الهامش كانت تنمو بسرعة كبيرة جدًا.” وأشار إلى أن البيتكوين تُعد أحد المجالات التي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق في المخاطر المرتبطة بالرافعة المالية، مدفوعة بالرسوم المنخفضة التي تفرضها بورصة شيكاغو التجارية على عقود البيتكوين الآجلة.
وأضاف بيترفي: “أنا قلق للغاية من أن الناس قد أفرطوا في المديونية.” وشرح أن نظام الهوامش يسمح للمستثمرين بالاستدانة بما يعادل قيمة حساباتهم الاستثمارية، واستخدام تلك الأموال لشراء المزيد من الأصول. ولكن إذا تعرضت البيتكوين لانخفاض مفاجئ وحاد، فقد يؤدي ذلك إلى موجة من حالات الإفلاس، حيث يُجبر المستثمرون على بيع أصولهم لتلبية طلبات الهامش، مما يضاعف الضغوط على الأسعار.
وحذر بيترفي من سيناريو كارثي قد يحدث إذا انخفضت قيمة البيتكوين بنسبة تتراوح بين 30% و50% في يوم واحد، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى إفلاس واسع النطاق بين المستثمرين، فضلًا عن عجز غرف المقاصة عن التعامل مع التداعيات.
وعند سؤاله عن آرائه الشخصية حول البيتكوين، لم يخفِ بيترفي مخاوفه، واصفًا العملة الرقمية بأنها “نسج من الخيال” ولا تمتلك قيمة أساسية حقيقية، مما يجعلها عرضة لتقلبات شديدة في الأسعار.
ورغم هذه التحذيرات، فإن البيتكوين سجلت ارتفاعًا قياسيًا جديدًا، حيث بلغت قيمتها 107,580 دولارًا أمريكيًا يوم الاثنين، بزيادة مذهلة بلغت 145% منذ بداية العام.
وقد عزز هذا الارتفاع عدة عوامل، من بينها إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة الفورية للبيتكوين في الولايات المتحدة، وخفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة، بالإضافة إلى تخفيض مكافأة التعدين الذي حدث في أبريل الماضي. كما لعب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دورًا في تسريع نمو البيتكوين، حيث وعد ترامب بتبني سياسات تنظيمية أكثر مرونة للأصول الرقمية، واقترح إمكانية إنشاء احتياطي استراتيجي أمريكي من البيتكوين.
ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل سيستطيع النظام المالي العالمي الصمود أمام التقلبات الحادة التي قد تشهدها البيتكوين؟ وهل تكون هذه العملة الرقمية سببًا في أزمة اقتصادية جديدة؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.