شهد سوق العملات الرقمية انقلابًا مفاجئًا بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، التي أشار فيها إلى ضرورة الحذر قبل اتخاذ قرارات تخفيض أسعار الفائدة. جاءت هذه التصريحات في وقت يعكس فيه السوق تحركات متباينة، حيث تباطأت موجة الارتفاع التي قادها المضاربون على ارتفاع بيتكوين منذ الانتخابات الأمريكية.
تصحيح مفاجئ في أسعار بيتكوين وإيثريوم
تراجعت بيتكوين، العملة الرقمية الأكبر، يوم الجمعة إلى أقل من 87,000 دولار، بفارق 6,500 دولار عن أعلى مستوياتها على الإطلاق، لكنها عادت لتستقر فوق 88 ألف دولار. أما إيثريوم، ثاني أكبر العملات الرقمية، فقد انخفضت بأكثر من 4% خلال الـ24 ساعة الماضية لتصل إلى أقل من 3,100 دولار.
سوق المشتقات يكشف توجهات المستثمرين
أظهرت بيانات من شركة “K33 Research” انخفاض العلاوة السعرية لعقود بيتكوين الآجلة في بورصة شيكاغو، مما يعكس انخفاضًا في شهية المخاطرة. كما ارتفعت عقود الخيارات المفتوحة التي تراهن على انخفاض سعر بيتكوين إلى مستوى 80,000 دولار، بحسب بيانات “Amberdata”.
وصرّح “فيتلي لوندي”، رئيس الأبحاث في “K33″، بأن هذه التحركات قد تكون إشارة إلى استقرار الأسواق، خاصةً مع تضييق الفجوة بين السعر الفوري والعقود الآجلة.
دور ترامب وتأثير السياسة في الأسواق
أصبحت بيتكوين محور ما يُعرف بـ”تجارة ترامب” بعد ارتفاع قيمتها بنسبة 30% منذ الانتخابات الأمريكية. تعهد الرئيس المنتخب بتنظيم إطار قانوني داعم للعملات المشفرة، مع إنشاء احتياطي استراتيجي لبيتكوين، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة كعاصمة لصناعة العملات الرقمية.
التوقعات المستقبلية: تقلبات مع غياب الوضوح
يتوقع خبراء مثل جيمس ديفيز، الرئيس التنفيذي لمنصة “Crypto Valley Exchange”، استمرار التقلبات في سوق العملات الرقمية حتى يتم إعلان السياسات المالية الجديدة في الولايات المتحدة. وأشار إلى أن مستوى 90,000 دولار يشكل نقطة محورية لتحديد مسار السوق في المستقبل.
تأثير العملات البديلة
لم يقتصر التأثير على بيتكوين، حيث شهدت العملات البديلة مثل إيثريوم ودوج كوين تراجعًا في ظل انخفاض شهية المخاطرة لدى المستثمرين. وقد أظهرت هذه التراجعات تأثر السوق بتصريحات باول التي أكدت الحذر في التعامل مع السياسة النقدية.