توقع أنطوني سكارياموتشي، مؤسس شركة “سكاي بريدج كابيتال” وصوت مرموق في الساحة المالية، مستقبلاً مشرقاً للبيتكوين في ظل مشهد الدين الأميركي المتأزم والتوقعات الاقتصادية المتباينة. تتزامن هذه التنبؤات مع انطلاق الانتخابات الأميركية الحاسمة، التي جلبت معها موجة من النقاشات الحادة حول استدامة الدين ومستقبل الاقتصاد.
أظهرت البيانات أن عجز الميزانية الأميركية للسنة المالية المنتهية في 30 سبتمبر ارتفع بنسبة 8% ليبلغ 1.833 تريليون دولار، مما يجعله ثالث أكبر عجز في تاريخ الولايات المتحدة. أثار هذا الرقم الكبير مخاوف من احتمال تخلف تقني عن السداد وتجدد النقاش حول أزمة سقف الدين، في وقت يبدو فيه المشهد المالي محفوفاً بالتحديات.
رغم ذلك، يظل سكارياموتشي متفائلاً ويقترح مساراً غير تقليدي لتجنب الأزمة، يتضمن السماح للتضخم بالارتفاع تدريجياً للحفاظ على الاستقرار. في منتدى “رويترز” للأسواق العالمية، قال: “الكثيرون يتوقعون أزمة ديون كبيرة، لكنني أعتقد أن الولايات المتحدة ستنجح في تجنب ذلك.”
لكن هذه الرؤية المتفائلة للاقتصاد الأميركي تتناقض مع مخاوف كبيرة في الأسواق من تخفيض محتمل للتصنيف الائتماني. قد تكون الآثار المترتبة على التضخم المقترح مكلفة، خصوصاً للمدخرين وأصحاب الدخل المنخفض، الذين سيعانون من تآكل القيمة الشرائية لأموالهم. لكن يرى سكارياموتشي أن التضخم المتحكم فيه قد يكون الخيار الأفضل لدعم الاستقرار الاقتصادي.
وفي إطار السياسات الاقتصادية، أعلن سكارياموتشي تفضيله لخطة نائبة الرئيس كامالا هاريس، مشيراً إلى أنها أكثر توازناً من سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب، رغم تفضيل وول ستريت لترامب بسبب سياساته المؤيدة للأعمال والقيود التنظيمية المخففة.
أما بالنسبة للبيتكوين، فقد غذت حملة ترامب التكهنات حول مستقبل العملات الرقمية، حيث وعد بجعل الولايات المتحدة مركزاً للعملات الرقمية. ورغم الضجيج المحيط، يتوقع سكارياموتشي مستقبلاً صعودياً للعملة الرقمية. بحلول منتصف عام 2026، يرى أن قيمة البيتكوين ستبلغ 170 ألف دولار، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف سعرها الحالي. وأوضح: “أتوقع هذا الارتفاع خلال 18 إلى 24 شهراً، بالنظر إلى العرض المحدود والطلب المتزايد.”
جاءت هذه التوقعات في وقت سجل فيه البيتكوين بالفعل ارتفاعاً بنسبة 62% هذا العام، ليعكس صموده في وجه بيئة اقتصادية وتنظيمية شديدة التقلب.