شهدت الأسواق المالية السعودية حركة متفاوتة خلال جلسة يوم الثلاثاء، حيث انخفض المؤشر الرئيسي “تاسي” بشكل ملحوظ ليفقد حاجز 12 ألف نقطة، بينما حقق مؤشر السوق الموازية “نمو حد أعلى” ارتفاعًا بحوالي 1%. ومع حلول الساعة 13:00 بتوقيت الرياض، تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 0.6% مسجلًا 11,967 نقطة، في حين صعد مؤشر السوق الموازية بنسبة 2.2% ليصل إلى 28,690 نقطة.
يأتي هذا التباين وسط اهتمام متزايد من المستثمرين الخليجيين بالطروحات الأولية، حيث تتجه مجموعة متنوعة من الشركات إلى طرح أسهمها للاكتتاب. يشمل ذلك مجالات متنوعة مثل تجارة التجزئة، مستحضرات التجميل، والرعاية الصحية، وهو جزء من الاستراتيجية الأوسع لتنويع اقتصادات الخليج بعيدًا عن الاعتماد المفرط على النفط. إذ يهدف هذا التحول إلى تعزيز الاستدامة الاقتصادية وبناء قطاعات متنوعة لدعم الاقتصاد الإقليمي.
تحول الطروحات الأولية في الشرق الأوسط تستعد شركة “المتحدة الدولية القابضة”، المتخصصة في الخدمات المالية، لتسعير اكتتابها العام عند الحد الأعلى للنطاق السعري، مما يعكس زيادة قوية في الطلب الذي تخطى قيمة الطرح البالغة 264 مليون دولار. تعكس هذه الطروحات تحولًا كبيرًا من هيمنة الأصول الحكومية نحو تنويع شامل يساهم في بناء قطاعات واعدة.
وقد شهدت السنوات الماضية سيطرة الأصول الحكومية على سوق الطروحات، غير أن هذا النهج يشهد تغييرًا ملحوظًا. تسعى السعودية إلى توسيع قاعدة اقتصادها من خلال استثمارات ضخمة في مجالات جديدة، مما يعزز النمو الاقتصادي المتنوع في المنطقة، التي تعتمد على النفط كمصدر أساسي للدخل.
العوامل الاقتصادية الإيجابية، بما فيها تحسن ثقة المستثمرين وارتفاع معدلات السيولة، أسهمت في زيادة الإقبال على الاكتتابات العامة. ووفقًا للبيانات، شهدت الأسهم الجديدة ارتفاعًا بنسبة 7% في أول أيام التداول و15% في المتوسط منذ ذلك الوقت، مما يشير إلى تفاؤل المستثمرين بمستقبل الأسواق الخليجية.
وأكد جويس ماثيو، رئيس قسم أبحاث الأسهم في “المتحدة للأوراق المالية” بمسقط، على استمرار الإقبال على الطروحات الأولية، حيث صرح: “نشهد استمرار الطلب القوي على الصفقات في السوق”. يعكس هذا التفاؤل فرصًا متزايدة للنمو في ظل تنامي ثقة المستثمرين.
نتائج أرامكو السعودية من جانبها، أعلنت شركة أرامكو السعودية عن تراجع في صافي أرباحها بنسبة 15.4% خلال الربع الثالث، نتيجة هبوط أسعار النفط الخام وضعف هوامش التكرير. ومع ذلك، حافظت الشركة على توزيعات أرباح كبيرة بلغت 31.05 مليار دولار، مما يبرز التزامها تجاه المستثمرين.
بلغ صافي الدخل للفترة من يوليو إلى سبتمبر 27.56 مليار دولار، متجاوزًا التوقعات التي كانت عند 26.9 مليار دولار، رغم التحديات الناجمة عن انخفاض أسعار النفط العالمية وتخفيضات إنتاج أوبك+. وعلى الرغم من انخفاض الأرباح بنسبة 5% مقارنة بالربع السابق، إلا أن أرامكو واصلت تحقيق أداء قوي نسبيًا في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
تراجع متوسط سعر بيع النفط إلى 78.7 دولارًا للبرميل خلال الربع الثالث مقارنة بـ 85 دولارًا للربع السابق. وأسهمت عوامل عديدة مثل ضعف الطلب العالمي وزيادة إنتاج النفط من خارج أوبك في التأثير على الأسعار. ومع ذلك، ساعد انخفاض مصاريف التشغيل وتحسين الإيرادات من الأدوات المشتقة في تخفيف التأثير السلبي جزئيًا.