مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد التوقعات حول تأثير نتائجها على الأسواق المالية. وفي هذا السياق، أشار محللو جي بي مورغان (NYSE)، بقيادة المدير التنفيذي نيكولاوس بانيجيرتزوجلو، إلى أن فوز دونالد ترامب قد يحمل تأثيرًا إيجابيًا على البيتكوين والذهب. وأكد المحللون أن المستثمرين الأفراد يتوجهون نحو “الاستثمارات المقاومة للتضخم”، مفضلين الاستثمار في صناديق تداول البيتكوين والذهب، التي شهدت زيادة في الأصول بأكثر من 2.27 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي. وقد تجاوز سعر البيتكوين 73,000 دولار، مما جعل هذا الشهر الثالث الأكبر من حيث تدفقات الصناديق منذ إطلاقها في يناير.
ورغم ارتفاع البيتكوين، لوحظ إحجام المؤسسات المالية عن المشاركة في هذا الصعود، حيث باتت العقود المستقبلية للبيتكوين مشبعة بالشراء، مما يعزز مخاوف التقلبات السعرية. وبالمقابل، استمرت التدفقات لصناديق الذهب بدفع من المستثمرين الأفراد، بينما أظهرت العقود الآجلة للذهب تراجعًا مع تفضيل المؤسسات للمزيد من التحفظ.
ويرى كبير المحللين في “تريد نايشن”، ديفيد موريسون، أن تأثير فوز ترامب على الذهب سيبقى محدودًا، إذ يعتمد الصعود المحتمل للذهب على عوامل مثل انخفاض أسعار الفائدة وضعف الدولار، بدلاً من هوية الرئيس الجديد. كما أوصت نيكي شيلز، رئيسة الأبحاث والاستراتيجيات في MKS PAMP، المستثمرين في الذهب بتوخي الحذر وتحضير سيولة كافية للاستفادة من التحركات التكتيكية المتوقعة، خاصةً في حال استمرار التوترات الجيوسياسية.
أما بالنسبة للبيتكوين، فيرى جون هار، المدير التنفيذي في Swan Bitcoin، أن فوز ترامب قد يعزز سعر العملة على المدى القصير، بينما قد يؤدي فوز كامالا هاريس إلى ضغوط نزولية في نفس الإطار الزمني. وأشار شاندرا دوجيرالا، مؤسس شبكة Tides، إلى أن دعم ترامب المحتمل للبيتكوين كاحتياطي وطني قد يكون له تأثير تاريخي، فيما يُتوقع أن تتبنى هاريس سياسات مالية مشابهة للإدارة الحالية، مع تعزيز الرقابة التنظيمية وزيادة الإنفاق العام.
وفي حال كانت نتائج الانتخابات محل خلاف، يحذر المحللون من تقلبات محتملة في الأسواق، بينما شدد ديفيد موريسون على أهمية وجود فائز واضح لتجنب تكرار الأزمات، كتلك التي شهدتها الأسواق خلال انتخابات عام 2000. ورغم هذه المخاوف، فإن البيتكوين والذهب يحتفظان بزخم صعودي على المدى الطويل، وسط توقعات بارتفاع العجز القومي نتيجة سياسات ترامب الضريبية أو زيادات الإنفاق لهاريس، مما سيؤدي إلى مستويات قياسية من الديون الوطنية.