تشهد الأسواق المالية العالمية تقلبات حادة، حيث تتعرض الأسهم الأمريكية لضغوط كبيرة مع استمرار وول ستريت في استيعاب تقارير أرباح مخيبة للآمال من شركات التكنولوجيا العملاقة. فقد تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تعاملات يوم الخميس، مع تركيز المستثمرين على الأداء الضعيف لبعض الشركات الكبرى وانتظار صدور تقارير أخرى.
تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية
انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1%، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.7%، ليواصل المؤشران انخفاضهما لليوم الثاني على التوالي، فيما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 227 نقطة، أو بنسبة 0.5%. وتعكس هذه التراجعات خيبة أمل المستثمرين تجاه نتائج عدد من كبرى شركات التكنولوجيا، حيث تستمر وول ستريت في تحمل تداعيات التقارير المالية الأخيرة.
تراجع أسعار الذهب وسط اضطراب الأسواق
في سياق آخر، شهدت أسعار الذهب العالمية انخفاضًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، بعد تسجيلها مستويات قياسية مرتفعة مؤخرًا. إلا أن حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية ساهمت في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، ما يدفعه نحو تحقيق مكاسب شهرية للشهر الرابع على التوالي.
تأثير تقارير الأرباح على أسهم كبرى شركات التكنولوجيا
تكبدت كبرى شركات التكنولوجيا خسائر ملموسة في أسعار أسهمها؛ حيث تراجعت أسهم شركة مايكروسوفت (NASDAQ: MSFT) بأكثر من 5% بعدما قدمت توجيهات إيرادات خيبت آمال المستثمرين، رغم تجاوزها للتوقعات من حيث الأرباح. أما أسهم شركة ميتا بلاتفورمز (NASDAQ: META) فقد انخفضت بنسبة 2.2% بعد أن أظهرت بيانات نمو المستخدمين تراجعًا عن التوقعات، فضلاً عن إعلانها عن زيادة كبيرة في الإنفاق الرأسمالي لعام 2025، على الرغم من نجاحها في تحقيق إيرادات وأرباح تجاوزت التوقعات للربع الثالث.
شهدت باقي شركات التكنولوجيا أداءً متباينًا؛ حيث ارتفعت أسهم ألفابيت (جوجل) (NASDAQ: GOOG) بنسبة 3% يوم الأربعاء بفضل نمو قوي في الإيرادات، بينما تراجعت أسهم أدفانسد مايكرو ديفايسز (NASDAQ: AMD) بأكثر من 10% نتيجة لتوجيهات سلبية للربع الرابع. هذا، ويترقب المستثمرون نتائج أرباح كل من شركتي آبل (NASDAQ: AAPL) وأمازون دوت كوم (NASDAQ: AMZN) المرتقب صدورها بعد إغلاق السوق.
التضخم وموقف الاحتياطي الفيدرالي
من ناحية أخرى، أظهر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي لشهر سبتمبر ارتفاعًا سنويًا بنسبة 2.7%، متطابقًا مع قراءة أغسطس ومرتفعًا عن التوقعات التي أشارت إلى زيادة بنسبة 2.6%. وعلى المستوى الشهري، سجل المؤشر زيادة بنسبة 0.3% في سبتمبر، ما يتوافق مع التوقعات ولكنه أعلى من قراءة أغسطس البالغة 0.2%. يُعتبر هذا المؤشر هو المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لمراقبة التضخم، ويأتي قبيل قرار البنك بشأن أسعار الفائدة المنتظر في السابع من نوفمبر. كذلك، تساهم بيانات التوظيف لشهر أكتوبر، والتي ستصدر يوم الجمعة، في صياغة قرار الفيدرالي حول تعديل أسعار الفائدة.
أداء الأسهم وتقلبات السوق
تشير المؤشرات إلى أن المؤشر الرئيسي يتجه نحو إنهاء الأسبوع في المنطقة الحمراء، حيث انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0.5% منذ بداية الأسبوع، في حين تراجع كل من ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بنسبة 1% و1.3% على التوالي. وقد شهد مؤشر التقلب المعروف بمؤشر “مقياس الخوف في وول ستريت” ارتفاعًا بنسبة 9.5%، ليصل إلى مستوى 22.25 نقطة، مما يعكس مخاوف المستثمرين المتزايدة.
ومن ناحية الأسهم الفردية، شهدت أسهم شركة لوسيد موتورز (NASDAQ: LCID) تراجعًا بنحو 5.3% لتصل إلى 2.22 دولار، فيما انخفض سهم كانون (OTC: CAJPY) بنسبة 2.2%، وسجل سهم شركة نيو (NYSE: NIO) انخفاضًا بنسبة 3.5%.
نظرة على الأسواق العالمية
في ختام التعاملات، انخفضت العقود الآجلة للذهب بنسبة 2.1% لتستقر عند 2742 دولارًا للأوقية، فيما انخفضت العقود الفورية بنسبة 2% لتصل إلى 2732 دولارًا للأوقية. وعلى النقيض، ارتفعت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.21% لتصل إلى مستوى 104.08 نقطة. أما على مستوى أسواق النفط، ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 1.2% لتصل إلى 73 دولارًا للبرميل، فيما ارتفعت عقود خام غرب تكساس بنسبة 1.4% لتبلغ 66.6 دولارًا للبرميل.