شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تعاملات اليوم الأربعاء ارتفاعات ملحوظة، مع تحقيق مؤشر ناسداك المركب مستوى قياسي جديد، مدعومًا بأرباح قوية من شركة ألفابت (جوجل) (NASDAQ). هذا الأداء دفع المستثمرين للتفاؤل إزاء نتائج الشركات الكبرى الأخرى، خصوصًا تلك التي تنتمي لقطاع التكنولوجيا وذات القيمة السوقية الضخمة.
أداء المؤشرات: ناسداك في الصدارة وسط أرباح متباينة
ارتفع مؤشر ناسداك، الذي يركز على أسهم التكنولوجيا، بنسبة 0.3%، مدفوعًا بشكل أساسي بارتفاع أسهم “ألفابت”. كما أضاف مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نسبة 0.2%، في حين صعد داو جونز الصناعي بمقدار 152 نقطة، أو ما يعادل 0.4%، مما يعكس ثقة المستثمرين في موسم الأرباح الجاري.
أرباح ألفابت تدعم السوق: التفاؤل يطغى رغم تباين النتائج
بدأت “ألفابت”، الشركة الأم لجوجل، أسبوعًا مهمًا لقطاع التكنولوجيا، حيث تجاوزت أرباحها توقعات المحللين بفضل نمو قوي في إيرادات السحابة. وسجل سهم الشركة ارتفاعًا بنسبة 6% خلال التداولات.
ومع ذلك، جاءت النتائج الأخرى متفاوتة. فقد انخفضت أسهم شركة أدفانسد مايكرو ديفايسز (NASDAQ) بنسبة 10% بعد تقديم توقعات مخيبة للآمال لإيرادات الربع الرابع، ما أثّر على أداء قطاع أشباه الموصلات بأكمله. كما تراجعت أسهم سوبر مايكرو (NASDAQ) بنسبة 32%، مما زاد من الضغوط على القطاع.وفي قطاع الصناعات الثقيلة، شهد سهم كاتربيلر (NYSE) انخفاضًا بنسبة 4% بعد إعلان أرباح دون التوقعات وتخفيض الشركة لتوقعاتها للسنة المالية الكاملة، مما أثّر سلبًا على أداء مؤشر “داو جونز”.
ترقب نتائج كبرى شركات التكنولوجيا
في ظل موسم الأرباح الجاري، يترقب المستثمرون إعلان نتائج شركتي ميتا بلاتفورمز (NASDAQ) ومايكروسوفت (NASDAQ) في وقت لاحق اليوم، بينما من المتوقع أن تُعلن شركتا آبل (NASDAQ) وأمازون (NASDAQ) نتائجهما يوم الخميس، وهو ما قد يشكل دفعة إضافية لحركة السوق.
البيانات الاقتصادية: سوق العمل يسجل انتعاشًا رغم تباطؤ النمو
على الصعيد الاقتصادي، كشفت البيانات عن تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي ارتفاعًا سنويًا بمعدل 2.8%، وهو أقل من التوقعات البالغة 3%، ما يعكس تباطؤًا في زخم النمو مقارنة بالربع الثاني.
في المقابل، أظهرت بيانات ADP انتعاشًا قويًا في سوق العمل، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي 233 ألف وظيفة خلال شهر أكتوبر، متجاوزًا تقديرات المحللين البالغة 110 آلاف وظيفة. هذا النمو يأتي على الرغم من العواصف التي أثرت على جنوب شرق الولايات المتحدة والاضطرابات العمالية الأخيرة.
تحركات الأسهم: شركات السيارات الكهربائية في دائرة الضوء
شهدت أسهم لوسيد موتورز (NASDAQ) انخفاضًا بنسبة 2% لتصل إلى 2.39 دولار، بالتزامن مع إعلان الشركة المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن إطلاق أول طراز SUV لها، “جرافيتي جراند تورينغ”، بسعر يبدأ من 94,900 دولار.
وفي المقابل، تراجع سهم نيو (NYSE) بنسبة 4.6% خلال التداولات، مما يعكس استمرار الضغوط على قطاع السيارات الكهربائية في ظل المنافسة الشديدة. أما سهم كانون (OTC)، فقد ارتفع بنحو 1%، في إشارة إلى تحسن أدائها في الأسواق العالمية.
تحركات الذهب والنفط: قفزات في ظل ضعف الدولار
بحلول الساعة 17:50 بتوقيت الرياض، شهدت العقود الآجلة والآنية للذهب ارتفاعات ملحوظة:
- ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى 2792 دولار للأوقية.
- صعدت العقود الفورية للذهب بنسبة 0.2% إلى 2780 دولار للأوقية، بعد أن سجلت أعلى مستوى تاريخي عند 2789.89 دولار خلال الجلسة.
وفي قطاع الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ:
- صعدت عقود خام برنت بنسبة 1.6% لتصل إلى 71.8 دولار للبرميل.
- ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.55% إلى 68.3 دولار للبرميل.
الدولار يواصل التراجع: مؤشر الدولار تحت الضغط
في غضون ذلك، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.21% ليصل إلى 103.97 نقطة، إلا أن ارتفاع الذهب والنفط يعكس ضعفًا نسبيًا في أداء الدولار مع استمرار الأسواق في تقييم توقعات النمو وتطورات السياسة النقدية.
ترقب المزيد من التقلبات مع استمرار موسم الأرباح
تعيش الأسواق الأمريكية فترة حاسمة، حيث تسهم نتائج الشركات الكبرى، وخاصة تلك المرتبطة بالتكنولوجيا، في تشكيل توجهات المستثمرين للفترة المقبلة. ومع استمرار ارتفاع الذهب والنفط، وتذبذب الدولار، يبقى التركيز منصبًا على بيانات الأرباح المقبلة، خاصة من شركات مثل “آبل” و”أمازون”، التي قد تضيف المزيد من الزخم إلى حركة السوق.
في ظل هذه التطورات، من المتوقع أن تستمر التقلبات خلال الأيام المقبلة، مع مراقبة دقيقة لتحركات الأسهم الرئيسية، وأداء قطاعي التكنولوجيا والطاقة، وتفاعل الأسواق مع البيانات الاقتصادية ومستجدات السياسة النقدية.