أعلن وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، خلال النسخة الثامنة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، أن القطاع غير النفطي بات يمثل 52% من الاقتصاد السعودي. هذا التحول يعكس نجاح رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وأكد الجدعان أن 87% من أهداف هذه الرؤية قد تحقق أو بدأ العمل على تحقيقها، مما يعكس جدية الحكومة السعودية في تنفيذ استراتيجيات الإصلاح والنمو المستدام.
أثر رؤية 2030 على مؤشرات الاقتصاد
أشار الجدعان إلى أن الناتج المحلي غير النفطي شهد نمواً لافتاً، وهو ما ساهم في انخفاض معدل البطالة إلى 7.1%، مقارنة بمستوى 13% في السنوات السابقة. هذا الإنجاز يفوق التوقعات التي كانت تستهدف تحقيق هذه النسبة بحلول عام 2030، ما يعكس ديناميكية السوق السعودي والقدرة على تحسين بيئة العمل بسرعة أكبر من المخطط.
كما سلط الجدعان الضوء على ارتفاع مشاركة المرأة في سوق العمل، حيث تجاوزت النسبة 30% وهو ما كان هدفاً رئيسياً في رؤية 2030، مع توجه لرفع هذه النسبة إلى 40% في السنوات المقبلة.
فرص الاستثمار رغم التحديات
وفي سياق الحديث عن الاستثمار، شدد الجدعان على أن السعودية تعد من أكثر الوجهات جاذبية للمستثمرين، رغم التوترات الجيوسياسية العالمية. وأوضح أن رؤية 2030 قدمت نتائج ملموسة، جعلت المستثمرين يتجهون إلى المملكة ليس فقط استناداً إلى الوعود المستقبلية، بل لما تم إنجازه على أرض الواقع. وأكد أن السعودية توفر بيئة آمنة وخططاً طويلة الأجل، مما يعزز ثقة المستثمرين في اتخاذ قراراتهم.
كما أشار إلى أن المملكة لا تتجنب الحديث عن التحديات الاقتصادية التي تواجهها، وتعمل بشكل مستمر على وضع استراتيجيات متكاملة لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص. وشدد على أن الانضباط المالي والاحتفاظ باحتياطيات مناسبة يمثلان أولوية للحكومة السعودية في المرحلة المقبلة.
تطورات السياحة والنمو الاقتصادي
ومن القطاعات التي أظهرت أداءً مميزاً، أشار الجدعان إلى السياحة، التي تجاوزت التوقعات الأولية من حيث الأداء والنمو. ويأتي هذا في ظل الجهود الحكومية لجعل المملكة وجهة سياحية عالمية، ما يسهم في تعزيز الناتج المحلي وزيادة فرص العمل في القطاع الخاص.
الاقتصاد العالمي والتحديات المستقبلية
على صعيد الاقتصاد العالمي، أكد وزير المالية أن الاقتصاد الدولي يتمتع بمرونة أكبر مما كان يعتقد، رغم التحديات المتعلقة بارتفاع الديون السيادية والانقسامات الجيوسياسية. وأشار إلى أن التجارة العالمية لا تزال تسجل نمواً، وهو ما يمنح مزيداً من الفرص للابتكار والاستثمار على المستوى الدولي.
وختم الجدعان حديثه بالتأكيد على أهمية استمرار المملكة في المحافظة على قوتها الاقتصادية وتطوير شراكاتها مع المستثمرين المحليين والدوليين، في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.
من الواضح أن رؤية 2030 تلعب دوراً محورياً في تحقيق التحول الاقتصادي في المملكة، مع تركيز متزايد على تنويع مصادر الدخل، تعزيز مشاركة القطاع الخاص، وتنمية القطاعات الواعدة مثل السياحة والتكنولوجيا. ومع استمرار تنفيذ هذه الرؤية بنجاح، ستصبح السعودية أحد أهم اللاعبين على الساحة الاقتصادية العالمية، ما يفتح المجال أمام المزيد من الاستثمارات والشراكات في المستقبل.