ارتفعت أسعار الذهب العالمية بشكل ملحوظ خلال هذه اللحظات من تعاملات يوم الثلاثاء، حيث سجلت الأسعار الفورية قمة تاريخية جديدة عند 2770 دولارًا للأوقية. ويأتي هذا الارتفاع في سياق تزايد عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، والذي يعد عاملًا محفزًا رئيسيًا لمعدن الذهب كملاذ آمن.
في الوقت ذاته، أظهرت بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة علامات على التباطؤ، حيث انخفض عدد الوظائف المتاحة في سبتمبر إلى 7.44 مليون، وهو أدنى من التوقعات التي كانت تشير إلى 7.98 مليون وظيفة جديدة. وقد تم تعديل القراءة السابقة بالخفض إلى 7.861 مليون وظيفة، مما يعكس تراجعًا واضحًا في الطلب على العمالة.
على الرغم من تزايد عدد حالات التسريح، فإن عدد الأميركيين الذين تركوا وظائفهم انخفض إلى أقل من 3.1 مليون، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس 2020. وهذه الإشارة تُظهر أن المزيد من الناس يفقدون الثقة في قدرتهم على العثور على فرص عمل أفضل في أماكن أخرى، مما يعزز من نظرة السوق المتشائمة تجاه الاقتصاد.
في المقابل، ارتفعت ثقة المستهلكين الأمريكيين بشكل ملحوظ في أكتوبر، حيث سجل مؤشر ثقة المستهلك ارتفاعًا إلى 108.7 نقطة، بعد أن كانت القراءة المعدلة في سبتمبر 99.2 نقطة. ويعكس هذا الارتفاع التفاؤل العام بين الأميركيين بشأن الظروف الاقتصادية الحالية وتوقعاتهم للمستقبل، حيث يعتبر هذا المؤشر مرجعًا مهمًا للمحللين في قياس مدى تفاؤل المستهلكين.
تستمر الأسواق في توقعات واضحة حول إجراء بنك الاحتياطي الفيدرالي تخفيضًا في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع القادم، مما يدعم تسهيل السياسات النقدية في محاولة لتعزيز النمو الاقتصادي. ومن المتوقع أن يكون لهذا القرار تأثيرات إيجابية على أسعار الذهب، حيث يعتبر المعدن الأصفر من الأصول التي تحقق أداءً جيدًا في أوقات انخفاض أسعار الفائدة.
وعلى الرغم من المخاطر المتعلقة بالانتخابات الأمريكية، فإن التحليل الفني يشير إلى أن الذهب قد يظل في اتجاه صعودي. حيث سجل مؤشر القوة النسبية الحالي عند 69 نقطة، مما يدل على أن الذهب يقترب من منطقة “تشبع الشراء”، إذ أن تجاوز هذه النقطة يمكن أن يشير إلى تصحيح محتمل في الأسعار.
وقد أشار هان تان، كبير محللي السوق في مجموعة إكسينيتي، إلى أن المضاربين على الذهب يستفيدون من التوقف الحالي في ارتفاع الدولار الأمريكي والعائدات، بينما يستمرون في الاستفادة من توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة بالانتخابات الأمريكية.
ختامًا، من المتوقع أن يظل الذهب في اتجاهه الصعودي، وقد يقترب من مستوى 2800 دولار في الأيام المقبلة، ما لم تؤثر المخاطر السياسية والاقتصادية بشكل كبير على معنويات السوق. وفي سياق الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر، تستمر المنافسة المحتدمة بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، مما يزيد من حالة عدم اليقين ويعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطراب.