بددت مؤشرات الأسهم الأمريكية خسائرها التي تكبدتها في بداية التعاملات خلال يوم الثلاثاء، حيث قام المستثمرون بتحليل بيانات جديدة حول الوظائف الشاغرة واستيعاب موجة جديدة من الأرباح، خاصةً مع اقتراب إعلان نتائج شركة ألفابيت (جوجل). وقد شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا، مسجلة قمة تاريخية جديدة بعد صدور بيانات فرص العمل، مما يعكس اهتمام المستثمرين المتزايد في الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.
استقر مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد أند بورز 500 بعد أن افتتحا اليوم في المنطقة السلبية، بينما تعافى مؤشر ناسداك المركب من خسائره ليحقق ارتفاعًا طفيفًا بحوالي 0.1%. هذه التحركات تعكس محاولة المستثمرين للتركيز على الفرص الجديدة في السوق، رغم الأرقام السلبية التي صدرت في تقرير وزارة العمل الأمريكية عن فرص العمل، والذي أظهر انخفاضًا في عدد فرص العمل المتاحة.
وفقًا لتقرير وزارة العمل، انخفضت فرص العمل في الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر إلى نحو 7.443 مليون فرصة، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2021، بينما كانت التوقعات تشير إلى 7.980 مليون فرصة. وفيما يتعلق بالقراءات السابقة، تم تعديل الرقم نزولاً ليصبح 7.861 مليون. كما شهد عدد حالات التسريح زيادة، مما يشير إلى تراجع الثقة لدى العاملين في قدرتهم على العثور على وظائف أفضل في مكان آخر.
مع اقتراب صدور تقرير الوظائف الرئيسي لشهر أكتوبر، تقدر وول ستريت أن الاقتصاد الأمريكي أضاف حوالي 110 آلاف وظيفة، مما يمثل انخفاضًا كبيرًا مقارنة بـ 243 ألف وظيفة تم إضافتها في سبتمبر. ويُعتقد أن الاضطرابات الجوية الأخيرة وإضراب عمال بوينج قد أسهما في تقليص مكاسب الرواتب الإجمالية لهذا الشهر.
في الوقت ذاته، تسيطر نتائج الشركات المالية على مجريات السوق في هذا الأسبوع الحاسم. تعتبر نتائج شركة ألفابيت، المقررة بعد إغلاق السوق، محورية لتحديد ما إذا كانت الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي من شركات التكنولوجيا الكبرى تؤتي ثمارها. تعد جوجل الأم الأولى من بين خمس شركات كبرى من المتوقع أن تعلن نتائجها خلال الأيام القليلة القادمة، ومن المتوقع أن تلعب هذه النتائج دورًا مهمًا في توجيه اتجاه الأسهم مع بداية شهر نوفمبر.
وعلى صعيد الشركات الأخرى، سجلت شركة ماكدونالدز زيادة في إيرادات الربع الثالث، بدعم من ارتفاع المبيعات في الولايات المتحدة، على الرغم من المخاوف المتعلقة بتفشي بكتيريا “أي كولاي”. وفي الوقت نفسه، تضيف الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعضًا من عدم اليقين للأسواق، حيث ارتفعت أسهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا بعد فترة من توقف التداول. ومن المتوقع أن تستمر الأسهم في الاستفادة من المكاسب التي حققتها يوم الاثنين والتي بلغت 21% عقب تجمع دونالد ترامب في نيويورك.
من جهة أخرى، انخفض سهم شركة لوسيد موتورز بحوالي 2%، بينما ارتفع سهم كانون بنسبة 0.5%، وهبط سهم شركة نيو بنحو 1.2%.
فيما يتعلق بالسلع، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.74% لتصل إلى 2776 دولار للأوقية، بينما سجلت العقود الفورية للذهب ارتفاعًا بنسبة 0.8% لتصل إلى 2764 دولار للأوقية بعد أن حققت أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال الجلسة عند 2771 دولار للأوقية. وعلى الجانب الآخر، ارتفعت عقود مؤشر الدولار بنسبة 0.18% لتصل إلى 104.36 نقطة. بينما تراجعت عقود خام برنت بنسبة 0.5% إلى 70.6 دولار للبرميل، وهبطت عقود خام غرب تكساس بنسبة 0.4% لتصل إلى 67 دولار للبرميل. هذه التحركات تعكس التوترات الحالية في الأسواق واهتمام المستثمرين بالبحث عن ملاذات آمنة amid uncertainty in the global economy.
