أدلى محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الجمعة بتصريحات هامة تشير إلى إمكانية اتخاذ إجراءات استباقية لخفض أسعار الفائدة، وذلك في ضوء البيانات الاقتصادية الأخيرة المتعلقة بالتوظيف. جاءت تصريحاته أثناء حديثه في جامعة نوتردام، حيث أشار إلى أن سوق العمل يشهد تباطؤاً يتماشى مع النمو الاقتصادي المعتدل، وهو ما يعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتحرك قريباً لدعم الاقتصاد عبر خفض أسعار الفائدة.
وقد وصف والر تقرير الوظائف لشهر أغسطس، الذي صدر يوم الجمعة، بأنه استمرار لنمط طويل الأمد من ضعف سوق العمل، مضيفًا أن هذا الضعف يتماشى مع النشاط الاقتصادي المعتدل. وأضاف أن سوق العمل، رغم التباطؤ الملحوظ، لا يشير بالضرورة إلى أن الاقتصاد في حالة ركود أو يتجه نحو ركود قريب. إلا أنه لم يستبعد احتمالية التصرف بسرعة وحزم في خفض أسعار الفائدة إذا ما أظهرت البيانات الاقتصادية المستقبلية ضرورة ذلك.
وأوضح والر أن الاحتياطي الفيدرالي لن يتخذ أي قرارات استباقية استناداً إلى تكهنات أو أفكار مسبقة، بل ستكون تحركاته مبنية بشكل كامل على البيانات الاقتصادية الملموسة. ويُرجح أن يكون الاجتماع المقبل للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر محطة مهمة لاتخاذ قرار بشأن تخفيض محتمل لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما اعتبره بعض المحللين خطوة محتملة بناءً على التصريحات الحالية.
رغم أن تباطؤ سوق العمل قد أثار مخاوف بين المستثمرين والمحللين الاقتصاديين من احتمالية الركود، أصر والر على أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال بعيدًا عن الدخول في ركود وشيك. وأشار إلى أن التوجه الحالي لسوق العمل والتضخم يستدعي مراقبة دقيقة ولكنه لا يدعم حتى الآن سيناريوهات الركود.
من جهة أخرى، أبدت الأسواق والمحللون ردود فعل حذرة تجاه تصريحات والر، حيث أشار محللو Vital Knowledge إلى أن نبرة والر كانت “متشائمة” إلى حد ما، مشابهة لتلك التي استخدمها جيروم باول في خطاب جاكسون هول. وأكد المحللون أن الاحتياطي الفيدرالي بدأ يظهر تغيراً في سياسته استجابة للتهدئة الملحوظة في مؤشرات التوظيف والتضخم.
في سياق متصل، أشار خبراء الاقتصاد في سيتي بنك إلى أنهم يتوقعون أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر، مما يعزز التوقعات بأن الفترة المقبلة قد تشهد تحركات حاسمة لدعم الاقتصاد الأمريكي.
